Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
عند مشارف صدام حسين تبدأ كل الخطوط الحمر


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عند مشارف صدام حسين تبدأ كل الخطوط الحمر

شبكة البصرة

صلاح المختار

الشخص الذي يعض اليد التي تطعمه عادة ما يلعق الحذاء الذي يركله - مثل روسي

الحلقة القديمة التي يريد ذوي القلوب المختنقة بالاحقاد والثأرات احيائها الان هي اتهام القائد الشهيد صدام حسين بأنه (اختلق مؤامرة قاعة الخلد وانه لم تكن هناك اي مؤامرة)!!! هذه المحاولة الخبيثة والوقحة ليست جديدة بل هي عمل مدبر ومدروس منذ سنوات طويلة، اعدته أجهزة مخابرات هي نفسها التي وضعت خطط غزو العراق وتدميره، وكنا نراقب افراد في داخلنا مارسوا اشكال من الدس والتخريب المخفي باغطية التقية، وتجنبنا ذكر الاسماء لاننا كنا نظن انهم لن يتمادوا الى الحد الذي وصلوا اليه وهو خدمة العدو مباشرة، اما الان فاننا مضطرون لكشف فساد هذه العناصر وانحرافها كي يرى الناس ما هو مخبأ اذا تمادت في غيها وتلفيقها للاتهامات اللااخلاقية.

اما الان فسوف نتوقف عند سؤال مركزي: ما هو الهدف من هذه الفرية الوسخة التي تقيأتها نفس مارست التقية باكثر اشكالها خباثة؟ يخطأ من يظن انها استهدفت فقط تجريد القائد صدام حسين من كل مناقبه الجليلة وصفاته الاسطورية وفضائله وتاريخه المجيد فهي اكبر بكثير لان الطعن بالقائد يفضي حتما الى ضرب تجربة البعث في العراق كلها، ثم محاولة تهشيم كل الحزب، وليس ادل على ذلك من تلك الهجمات الأمريكية والإيرانية والصهيونية على الشهيد صدام حسين والتي كانت تتركز على اتهامه ب(أنه متعطش للدماء ولديه نوازع قتل ذاتية وأنه يقتل بلا حدود)! اليس ما قاله ممارس التقية في قناة الجزيرة اتهام مستل من هذه البركة الاسنة الامريكية - الايرانية - الصهيونية؟ دعونا نلقي الضوء على المحاولة.

قد يظن البعض ان هذه الفرية مجرد نقد لاخطاء وليس فيها ضرر(!) لكن هذا الظن وهم خلقته عملية دس السم بالعسل فالعملية ليست نقدا باي شكل من الاشكال ولا هي بحثا عن الحقيقة بل هي عبارة عن بداية تنفيذ خطة مخابراتية جديدة بعدة خطوات، تفضي كلها الى الوصول الى نتائج خطيرة قد لاتخطر علىى بال البعض، وإذا غابت عن حساباتنا النتائج المترتبة على ترويج هذه الفكرة تصبح عملية التضليل ممكنة وناجحة، الامر الذي يفرض علينا أن نكشف ماذا تعني وما هي نتائج ترويجها؟ وتلك مهمتنا الاولى في هذه الايام.

اولا: ان قائدا يقوم بقتل رفاقه بلا سبب يسهل اتهامه بأنه مريض بحب القتل او انه اناني الى درجة انه ينكل بقسوة في اقرب الناس اليه اذا اقتضت مصلحته الانانية ذلك، وهذه الفكرة عندما تروج تفضي الى نتائج خطيرة أبرزها تجريد هذا القائد من كل فضائله ومن كل مؤهلاته خصوصا مؤهل ان يكون قائدا للشعب، اذ كيف يكون الإنسان قائدا للشعب وهو يقتل على مزاجه وبدافع نفسي مرضي؟ هذه نقطة يجب ان لا تغيب عن البال وإذا غابت فالتضليل سيصبح ممكنا.

ثانيا: أن تثبيت هذه التهمة على الشهيد صدام حسين تجرده من القدرة على ادعاء انه يناضل من أجل العدالة في المجتمع فمن يقتل الاقربين لا يمكن أن يدافع عن إلابعدين، فتصبح وظيفة التهمة تجريد صدام حسين من صدق نضاله من اجل العدالة الاجتماعية وإزالة الظلم، واعتباره حاشاه الله مجرد قاتل وسفاح.

ثالثا: ويترتب عليها كذلك أن محيطه في القيادة والحزب لن يثقوا به لانه يعتبر غدارا يمكن أن يقوم بقتل أي إنسان أو أي جماعة في الحزب يعجبه قتلهم لأي سبب كان! وهذا يفتت المنظومة الحزبية بعد ان يستبدل اللحمة الحزبية بالنزوات المرضية وهي نزوات لا ترتاح الا بالقتل وتصفية الآخرين سواء توفرت الأسباب أو لم تتوفر.

رابعا: ومن يفتقر الى الصلة الاخلاقيه والنزعة الانسانية لتحقيق العدالة في المجتمع بالطريقة التي صورها هذا الشخص عن الشهيد صدام حسين فان الشعب ينفض من حوله، وبالتالي تسقط اسطورة صدام حسين النادرة في تاريخ الامم، وهذا هو الهدف الجوهري لكل اعداء العراق والامة العربية، لان الصورة البطولية والنقية التي ظهر فيها في المحاكمة وادهشت العالم كله اضافت له الكثير جدا من السمات الفريدة اخلاقيا وفروسية، وحولته الى اسطورة بطوليه تقارن باساطير الاقدمين مثل جلجلمش وصلاح الدين الايوبي وخالد بن الوليد وغيرهم.

واخترقت سمعته العطرة حتى اوساط الاعداء، وما كتبه المحقق الامريكي في المخابرات الامريكيه جون نيكسون، وهو شخص لم يعينه صدام حسين وزيرا بل كان عدوا رسميا، في كتابه عن الشهيد وهو الذي التقى به في الاسر طوال شهور يؤكد ذلك فالسيد نيكسون خرج بانطباع ان صدام حسين شخص ذكي ومحب ونزيه وشجاع الى درجة مذهلة، ويعترف بانه اصيب بحالة نفسية جعلته يعجز عن نسيان صدام حسين ولو ليوم واحد وانه ندم على تصوره السابق السلبي، ان هذه الاسطوره التي اخترقت عقول الاعداء انفسهم الذين اختلطوا به من ضباط وجنود امريكيين تظهر بصورة اوسع واعمق لدى الناس العاديين عربا واجانب فعندما تسال عن العراق بعض الناس لا يعرفون العراق ولكن حينما تقول من بلد صدام حسين يعرفون من تقصد، وهذه الاسطورة خطيرة على الغرب والصهيونية واسرائيل الشرقية لانها دخلت في التاريخ وفي ذاكرة الناس ووعيهم ووجدانهم فاضافت لقوة العرب وخصوصا العراق ومأثرهم قوة جبارة تشع ايجابية.

في حين تتراجع شعوب العالم امام الوحشية الامريكية فان العرب امتلكوا اسطورة لاتملكها كل الشعوب الان، وهي اسطوره لا تختلف عن جلجامش وابطال العرب والمسلمين الاخرين ووجود هذه الاسطوره اصبح عامل توحيد لملايين العرب وهذا عكس المطلوب في المخططات الغربية والصهيونية والايرانية حيث يجب عدم السماح بتجمع العرب حول رمز او قاسم مشترك يجمعهم ويعزز صمودهم. هذه الاسطورة من يحاول النيل منها خاسئا شخص عينه صدام حسين وزيرا واحاطه برعايته وغمره باحسانه! بينما المطلوب منا الاحتفاط بهذه الشخصية في حدقات عيوننا.

بل ان قتل اسطورة صدام حسين هدف مركزي ليس لهذه المرحلة فقط بل للمستقبل ايضا، فاذا بقيت فان الاجيال القادمة ولعدة قرون وربما الفيات سوف تبقى متعلقة برمزية شخص صدام حسين وتحلم ان تقتدي ببطولته وما يميزه.

خامسا: أما على مستوى الحزب فإن اتهام الشهيد صدام حسين بأنه لفق قصة قاعة الخلد اريد به ان يؤدي إلى حصول اختلافات داخل الحزب حول هذا الأمر وخلق تساؤلات وبلبلة في صفوفه، وبهذا الفعل الواطئ اظهر هذا الشخص الذي كان وزيرا في حكومة الشهيد صدام حسين سلوكا مناقضا لتقاليد الدولة واخلاقيات الحزب حيث عليه أن يحافظ على أسرار الدولة وأن لا يكشفها وان يدافع عن الوطن ورمزياته الاساسية وصدام حسين لم يعد مجرد قائد، وامريكا والاسرائيليتين الغربية والشرقية لم تناصبه العداء لأنه رئيس دولة فقط بل بالدرجة الاولى لانه رمز قومي عربي وعراقي، وبقاء رمزية صدام قوية ومؤثرة يتناقض مع خطة العدو الامريكي والصهيوني والفارسي القائمة على منع ظهور قائد برمزية قوية تحرك وتوحد العرب،لذلك فتعمد خلق نوع من الارباك في صفوف بعض الناس وفي هذا الظرف بالذات سلوك مشبوه بكل المعايير ويخدم المخابرات التابعة للدول التي ذكرناها

تلاحظون بأن الأمر ليس مجرد نقد او اعتراض على حادثة هي حادثة قاعة الخلد بل هو خطة مخابراتية تفصيلية امليت على من روجها، وهدفها تهديم هذا الصرح العظيم الذي بناه الحزب في العراق ويتربع على قمته القائد الشهيد صدام حسين بسمعته وانجازاته وفرادة بطولته، يريدون تجريد شعبنا وحزبنا من كل ذلك ويعيدون العراقيين والعرب إلى مرحلة الافتقار للرمز البطولي الأخلاقي المناضل الصلب، وتلك من شروط فرض الاستسلام على الجماهير العربية التي لن تجد نماذج بطولية تجذب العقول والقلوب معا مثل صدام حسين تقودها وتخرجها من مستنقعات الاحتلال والتبعية. فهل عرفتم الآن مخاطر اتهام صدام حسين بأنه اختلق قصة مؤامرة قاعة الخلد؟ هل ازيحت اللمسة السمية الناعمة في اسلوب من طعن بالقائد الشهيد بوقاحة من وعد بجائزة لن تكون الا عارا عليه وعلى ذريته؟ ان البعثي يجب ان يقول كلمته الان وليس غدا، ولهذا فاننا نقول بتحذير حاسم: الخطوط الحمر تبدأ عند حدود صدام حسين فاحذروا من تجاوزها.

واخيرا تذكير لابد منه: من يظن اننا نضفي العصمة على الشهيد صدام حسين واهم فالعصمة لله وحده، نحن نعرف ان اخطاء كثيرة وقعت اثناء الحكم الوطني ومنها وقوع ظلم على افراد في قضية قاعة الخلد ذهبوا ضحية شعور رفاقهم بالخطر الداهم الذي هدد الحزب والدولة نتيجة مؤامرة حافظ اسد على الحزب وهي حقيقة ثابته، فكان السباق مع الزمن لكشف خطوط المؤامرة خصوصا الخط العسكري، فحصل تسرع ذهب ضحيته البعض، وهذه ظاهرة قهرية تقع اثناء الازمات الساخنة ولكنها لا تصبح السمة الطاغية بل تبقى اخطاء بشرية، اعتراضنا على النزق الذي يدفع الحاقد لجعل الانتقام هو السيد فيعمي بصره وبصيرته، فيجد نفسه في احضان العدو.

حادثة قاعة الخلد حقيقة وليست اتهاما ظالما، وهي حلقة محزنة ادمت قلوبنا كلنا وخسرنا فيها بعض من نحبهم، وانا شخصيا خسرت الشهيد عبد الخالق السامرائي البعثي الحقيقي الطهري، ولكن الموضوع اكبر من العواطف لانه يتعلق بمصير الحزب والعراق. وسيأتي الوقت المناسب لتقييم هذه الحادثة في مؤتمر قطري ولا مجال اخر غير المؤتمر القطري، فلنضغط على جراحنا من اجل العراق والبعث.

Almukhtar44@gmail.com

25-8-2023

شبكة البصرة

الجمعة 9 صفر 1445 / 25 آب 2023

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print