Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
حزب الله: مصالح ايران هى التي تقرر مواقفنا!؛


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب الله: مصالح ايران هى التي تقرر مواقفنا!؛

شبكة البصرة

اثناء ثلاثة زيارات متعاقبة للبنان خلال شهر واحد قام بها قائد الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآأني عقدت اجتماعات مكثفة بينه وبين زعيم حزب الله حسن نصر الله، وأعلن حسن نصر الله عقبها انه لا يريد أن تنجر ايران الى حرب مع اسرائيل او الولايات المتحدة نتيجة تصعيد حزب الله للاشتباك مع القوات الاسرائيلية، وانه حريص على ابعاد إيران عن أي ضرر!!! وهذه التصريحات كشفت عنها مصادر إيرانية ولبنانية، وهي لا تحتاج للإعلان لان حسن نصر الله ليس مستقلا ولا يمثل لبنان بل هو رسميا مسجل لدى الحكومة اللبنانية بأنه الوكيل الرسمي لعلي خامنئي، وتصريحاته المتعاقبة منذ بروزه وحتى الآن تركزت على أنه (جندي في جيش علي خامنئي) وأنه يطيعه طاعة العبد لسيده طبقا لمفهوم ولاية الفقيه.

 

فما دلالات هذا الكلام؟ انه يعني أولا وقبل كل شيء أن حزبه وهو مستعدان للتضحية بكل لبنان شعبا وارضا ومياها وموارد من اجل حماية مصالح ايران والدفاع عنها،فهو يشن الحروب والهجمات من لبنان ويتحمل شعبه النتائج الكارثية علية من جراء الرد الاسرائيلي، والتي اوصلته الى حالة بلد مخرب ومعطل تماما، لكنه حريص على ابعاد الشر عن ايران! حسن نصر الله بحكم عبوديته لعلي خامنئي،بصفته المسجل رسميا لدى الحكومة اللبنانية كوكيل رسمي لخامنئي، لا يملك القرار الحر وكل ما عليه هو التنفيذ، وبما ان سيده خامنئي يعمل وفقا لصفقة لم تعد سرية منذ نهاية السبعينيات مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني فإن حسن نصر الله لا يستطيع مخالفة أوامر خامنئي وهي التي جاء بها إسماعيل قآأني وأبلغه بها.

 

وهكذا نرى الان ان كل ما روجته اجهزة الاعلام الايرانية خصوصا عبدها حزب الله عن دفاعه عن القضية الفلسطينية وعزمه على إنقاذ القدس وإلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني...الخ كان مجرد تلفيقات هدفها التستر بغطاء فلسطيني تمرر من خلاله كل كل خطوات التآمر على الأمة العربية، وها نحن نرى الواقع المرير الذي تسببت به إيران وعبدها حزب الله في فلسطين، حيث تنفرد اسرائيل بتنفيذ حرب شاملة ضروس لا مثيل لها ضد غزة والتي أدت إلى استشهاد حوالي 33 الف فلسطيني وجرح واعاقة حوالي 75 الف وهناك اكثر من 10 الاف مفقود، أضافة لاعتقال 15 الف مدني فلسطيني، وتجويع مليونين ونصف المليون فلسطيني وموت كثير منهم عطشا ومرضا لنفاد الادوية وغيرها من المستلزمات الاساسية.

 

وكل ذلك الدمار الشامل ينقل دقيقة بدقيقة من خلال شاشات التلفزيون، وينتفض العالم كله في ثورة غير مسبوقة ضد اسرائيل، ومع ذلك فإن ايران صامتة وتراقب وحزب الله عاجز عن تجاوز حدود قواعد الاشتباك أي تبادل إطلاق النار عبر الحدود فقط، وجاء اسماعيل قآأني لتذكير حسن نصر الله بحتمية التقيد بمصلحة إيران وعدم زجها في حرب مباشرة مع أمريكا واسرائيل!

إن هذه الحقيقة المرة أكدنا عليها مرارا وتكرارا منذ عام 2000 وحتى الآن وبينا بلا تردد عبر كل ما صدر عن حزبنا بأن حسن نصر الله وحزبه أداة إيرانية وتخدم المصالح الاستراتيجية لإيران، هذه المصالح متوافقة مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل وامريكا، والخلاف بين الطرفين هو على توزيع الغنائم الاقليمية وحول مشروع ايران النووي فقط، أما ماعدا ذلك، خصوصا تدمير الامة العربية بكل اقطارها، فهو هدف مشترك بين هذه الأطراف الثلاث، وهو الرابط السوبرستراتيجي بينهم، لذلك فلا غرابة أن يغدر حزب الله بحماس وكتائب القسام وكان هو عاملا حاسما في قرار شن طوفان الاقصى.

أن مواقف حزب الله الحالية امتداد ل، واستنساخ من، مواقف بلاد فارس قبل ان تسمى ايران، حيث شهد التاريخ عبر قرون طويلة عداء متطرفا من قبل الفرس تجاه العرب وحضارتهم ووجودهم، وكان غزو الاراضي العربية هو الهدف الأول في برامج الامبراطورية الفارسية السابقة، وكانت الفتن والمصائب تلحق بالعراق وغيره من الأقطار العربية والتي كانت تحت خيمة الدولة الأموية ثم الدولة العباسية، وكان الفرس هم مهندسوها.

لقد انكشف حزب الله حتى نخاع العظم، ولكن بعد ان الحق الكوارث بكل من لبنان وسورية والعراق واليمن، وبصورة أقل بعد زرعه الفتن والمشاكل والارهاب في دول عربية اخرى، فهل نتعلم؟ نأمل ان ما حدث من غدر فارسي نفذه حسن نصرالله ومالكه خامنئي درسا واضحا لحماس وكتائب القسام وتخرجا منه باستنتاج واضح وهو أن إيران قد غدرت بهما وورطتهما في حرب وان ادت الى نتائج استراتيجية مبهرة بقوة التضحيات العظيمة والغالية لشهداء فلسطين ومقاومته البطلة الا انها تسببت أيضا في اعظم الخسائر البشرية والمادية في تاريح القضية الفلسطينية!

هيئة تحرير البعث

افتتاحية جريدة البعث العدد 61

شبكة البصرة

الاربعاء 17 رمضان 1445 / 27 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print